موضوع هام وشيق كتبه فضيلة الشيخ د.شهاب ابوزهو
*****
هل يحق للمرأة اشتراط الجمال في الرجل؟
◙ الجمال من الأمور المرغوبة في الزوجين عند عامة الناس، مؤمنهم وكافرهم، والرغبة به مركوزة في طبائع البشر وعادات الناس، والشريعة لا تعارض ذلك.
- ومن حق المرأة أن يكون زوجها كامل الخِلقة، جميلا وسيما في عينيها؛ لأن ذلك من دواعي المتعة عند نظر كل منهما إلى الاخر.
- واستمتاع الزوجة بالنظر إلى زوجها حق لها، وهو مما يعينها على غض بصرها عن غير زوجها من الرجال، كما أن الزوج كذلك.
☆ بل لا نكون مبالغين إذا قررنا أن المرأة أولى من الرجل بطلب الجمال، لأنه يمكنه مفارقة من لا يرضاها بالطلاق، وهو بيده، أما هي فلا تملكه.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
◙ ومن أجل ذلك أَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المغيرةَ بن شعبة رضي الله عنه حين خَطب امرأة، فقال له:
"انْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا".
[رواه الترمذي وحَسَّنَه، وابن ماجة، والنسائي].
ومعنى أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا: أي أحرى أن تدوم المودة، ويوفَّق بينكما.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
◙ وكذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ؟ قال: التِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفسِهَا وَلا فِي مَالِهِ بِمَا يَكرَهُ).
رواه أحمد (2/251) وحَسَّنَه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1838).
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
◙ وروى البخاري (5090) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).
- وظاهر هذا الحديث إباحة الزواج لقصد مجموع هذه الخصال، أو لواحدة منها ، لكن قصد الدِّين أولى وأهم.
- والمرأة في ذلك كالرجل تماما لا فرق بينهما، لكن جَرَت الشريعة على مخاطبة الرجال غالبا.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
◙ وهذا قاعدة ذهبية تقرر حق المرأة في تحقيق رغبتها في طلب الجمال كالزوج تماما:
(إن المرأة يعجبها من الرجل مثل ما يعجب الرجل منها).
- قال عمر – رضي الله عنه -: «يَعْمَدُ أَحَدُكُمْ إِلَى بِنْتِهِ فَيُزَوِّجُهَا الْقَبِيحَ، إِنَّهُنَّ يُحْبِبْنَ مَا تُحِبُّونَ»، يَعْنِي: إِذَا زَوَّجَهَا الدَّمِيمَ كَرِهَتْ فِي ذَلِكَ مَا يَكْرَهُ، وَعَصَتِ اللَّهَ فِيهِ. [رواه عبد الرزاق في "مصنفه"– كتاب النكاح 6/158].
- وقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ "أَحْكَامِ النِّسَاءِ" (ص: 203) : (وَاسْتُحِبَّ لِمَنْ أَرَادَ تَزْوِيجَ ابْنَتِهِ أَنْ يَنْظُرَ لَهَا شَابًّا مُسْتَحْسَنَ الصُّورَةِ ؛ لِأَنَّ الْمَرْأَةَ تُحِبُّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ).
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
◙ وتدبروا هذه المأساة:
تزوجت امرأةٌ من غير تدبر لحال جمال خاطبها، فكانت النتيجة حين رأت دمامة وجهه وقبح شكله أنْ طلبت الخلع منه، وإلا كَفَرَتْ عِشْرَتَه بالإساءة إليه، أو كَفَرَتْ بالخروج مِن مِلَّة الإسلام لتفارقه من شدة بغضها إياه لشَكْلِه!
روى أحمد (26/ 18) و (45/ 432) وابن ماجه والطبراني وغيرهم بسندٍ حَسَنٍ لغيرِه عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ وابن عباس، وأنس، قَالوا:
كَانَتْ حَبِيبَةُ ابْنَةُ سَهْلٍ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيِّ فَكَرِهَتْهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ:
1- لا أَنَا وَلَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ - زَوْجهَا -، لَا تَجْتَمِعُ رَأْسِي وَرَأْسُ ثَابِتٍ أَبَدًا.
2- إنِّي رَفَعْتُ جَانِبَ الْخِبَاءِ، فَرَأَيْته أَقْبَلَ فِي عِدَّةٍ، فَإِذَا هُوَ أَشَدُّهُمْ سَوَادًا، وَأَقْصَرُهُمْ قَامَةً، وَأَقْبَحُهُمْ وَجْهًا!
3- مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلا دِينٍ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الإِسْلامِ.
4- لَا أُطِيقُهُ بُغْضًا، إِنِّي لَا أَرَاهُ (أي: لا أَقْدِرُ أنْ أنظر َإليه مِن شدةِ الكراهة والنفْرَةِ)، فَلَوْلَا مَخَافَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَبَزَقْتُ فِي وَجْهِهِ!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ الَّتِي أَصْدَقَكِ؟".
قَالَتْ: نَعَمْ، وَإِنْ شَاءَ زِدْتُهُ!
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَرَدَّتْ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا.
قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ خُلْعٍ كَانَ فِي الْإِسْلَامِ.
__________________
√ (اللَّهُمَّ اسْتَخْرِجْ مِنِّي ما يُرضيك عنِّي، ويَفتحُ قلوبَ عِبادك، ويَهديهم إليك، ويَدُلُّهم عليك).
√ (أَعَدَّهُ وَكَتَبَهُ: راجي عفوَ ربِّه العَلِيّ: أبو محمد الأزهريُّ السَّكَنْدَرِيُّ، د/ شهاب الدين محمد أبو زهو).
تابعوا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق