الثلاثاء، 26 مايو 2020

حَديثِ: تَبشيرٌ عَظيمٌ لمُعتادِ المساجِدِ ومُستوطِنِها للصَّلاةِ والذِّكْرِ

                     بسم الله الرحمن الرحيم
ما من رجلٍ كان توطَّن المساجدَ ، فشغله أمرٌ أو عِلَّةٌ ثم عاد إلى ما كان إلا يتبَشْبَشُ اللهُ إليه كما يَتَبَشْبَشُ أهلُ الغائبِ بغائبِهم إذ أقدم
——————————
الراوي : أبو هريرة.
المحدث : الألباني.
المصدر : صحيح الترغيب.
الصفحة أو الرقم: 327.
خلاصة حكم المحدث : صحيح.
--------
شرح الحديث👇👇
المَساجِدُ بُيوتُ اللهِ في الأرضِ، وفيها تُقامُ الصَّلواتُ والجَماعاتُ، والتَّعلُّقُ بها له فَضْلٌ عظيمٌ وأجْرٌ كبيرٌ، وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لبعضِ فَضائلِ عُمَّارِ المساجِدِ، وكرَمِ اللهِ لهم، وفيه يقولُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما مِن رجُلٍ كان تَوطَّنَ المساجِدَ"، أي: اعتادَ الذَّهابَ إلى المَساجِدِ، وجعَلَ المسجِدَ كالوطَنِ له؛ يَألَفُه، ويُقيمُ به، ويَرتاحُ إليه، "فشَغَلَهُ أمْرٌ أو عِلَّةٌ، ثمَّ عاد إلى ما كان، إلَّا يَتبشبَشُ اللهُ إليه"، أي: يَفْرَحَ به ويُقبِلَ عليه ويَتلقَّاهُ ببِرِّه وإكْرامِه، والبَشْبَشةُ في حَقِّ اللهِ تعالى صِفةٌ فِعليَّةٌ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ، ومعناها قَريبٌ مِن معنى الفَرَحِ، وهو وَصْفُ كَمالٍ لا نَقْصَ فيه، والتَّبَشْبُشُ مِن اللهِ سُبحانَه يَشمَلُ في معناهُ: إظهارَ الأفعالِ المُرضِيَةِ للعبْدِ، وتَلقِّيَه ببِرِّه وتَقريبِه وإكْرامِه، وتوفيقِه للطَّاعةِ، وغِشيانِه بالرَّأفةِ والرَّحمةِ، وهذا كسائرِ ما وُصِفَ اللهُ- جلَّ ذِكْرُه- به مِن أوصافِ ذاتِه وفِعْلِه ممَّا يقَعُ مُشتَرَكًا بيْنه وبيْن خَلْقِه؛ فيكونُ له منه معناهُ الَّذي يَصِحُّ في وَصْفِه ويَلِيقُ بذاتِه دونَ مُشابَهةِ المخلوقينَ، "كما يَتَبَشْبَشُ أهْلُ الغائبِ بغائبِهم إذا قَدِمَ"، أي: يَفرَحون برُجوعِه إليهم، والتَّبَشْبُشُ بالإنسانِ: المَسرَّةُ به والإقبالُ عليه، وهذا مِن التَّرغيبِ في إتيانِ المَساجِدِ، ومَن حبَسَ نفْسَه في المساجِدِ على الطَّاعةِ فهو مُرابِطٌ لها في سَبيلِ اللهِ، مُخالِفٌ لِهَواها، وهذا مِن أفضَلِ أنواعِ الصَّبرِ والجِهادِ؛ ولذلك كان حَرِيًّا بهذا الفَضلِ.
وقد مدَحَ اللهُ عُمَّارَ المَساجِدِ في قولِه: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور: 36 - 38].
وفي الحَديثِ: تَبشيرٌ عَظيمٌ لمُعتادِ المساجِدِ ومُستوطِنِها للصَّلاةِ والذِّكْرِ.

الجمعة، 8 مايو 2020

القول البديع فى الصلاة والسلام على النبى الشفيع

1000 مرة ليست كثيرة!!!

قال الحافظ السخاوي فى كتابه "القول البديع فى الصلاة على الحبيب الشفيع":
حكى الفاكهاني في كتاب "الفجر المنير" قال:
 أخبرني الشيخ الصالح موسى الضرير أنه ركب في المركب في البحر المالح، قال:
 وقد قَدِمَتْ علينا ريحٌ تُسَمَّى "الإقلابية"، قَلَّ مَن ينجو منها مِن الغرق.
 فنِمْتُ فرأيتُ النبيَّ ﷺ وهو يقول لي:
 قل لأهل المركب أن يقولوا ألف مرة:

 *اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تُنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، وتَقضي لنا بها جميعَ الحاجات، وتُطهرنا بها من جميع السيئات، وتَرفعُنا بها عندك أعلى الدرجات، وتُبَلّغُنا بها أقصى الغايات مِن جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات*.

 قال: فاستيقظت وأخبرت أهل المركب الرؤيا؛ فصلينا نحو (ثلاثمائة) مرة؛ ففَرَّجَ الله عنا وأسكن عنا تلك الريح ببركة الصلاة على النبي ﷺ.

 - ورَوى هذه القصةَ المجدُ اللُّغوي بإسنادها سواء(1).

ونقل عَقِبها عن الحسن بن علي الأسواني قال:
 ومَن قالها في كلِّ مُهِمٍّ ونازِلةٍ وبَلِيَّةٍ ألفَ مرةٍ؛ فَرَّجَ الله عنه، وأدرك مأمولَه(2).

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: الصِّلَات والبِشَر فى الصلاة على خير البَشَر.
(2) انظر: النفحة الإلهية فى الصلاه على خير البريه للشيخ المحدث عبدالله الصديق الغُمَاري، وقال عقبها: وقد جعلها مولانا الأستاذ الإمام الوالد رضى الله عنه من أذكار وظيفة طريقتنا الصديقية.
د.شهاب ابوزهو

الأربعاء، 29 أبريل 2020

متى يفتح لك باب السماء انتظار

جَرَّبْتُ (الانتظارَ) فوَجَدتُّه مُمِلًّا أو قَتْلًا بطيئًا في كل أحواله..
اللهم إلا:
انتظار رحمةِ اللهِ تعالى وفَضْلِه وجُودِه وعميمِ إحسانِه..
فإنه انتظارُ لُطْفٍ وتيسير وشَوْقٍ وأُنْسِ ولَذَّة..
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا، قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: 
"أَبْشِرُوا، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى".
- (عَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ): التعقيب في الصلاة الجلوس بعد أن يقضيها، لدعاء أو مسألة.
#الانتظار
د.شهاب أبوزهو

دعاء

دعاء الصباح