أرواحنا وخطايانا...
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
ـــــــــــــــــــــــــــ منشور يحتاج إلى تأملٍ (نَفْسِيٍّ بالدرجة الأولى)!!
........
تهيم أرواحنا في أودية الدنيا .. وتسبح في دروبها..
تسرح في الأرض هنا وهناك ..
وقد نتحكم في سيرها أحيانا .. وقد تغلبنا هي أحيانا أخرى..
↙↙
روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ».
↙↙
ليس المراد من الإنسان أن لا يقع المخالفة.، بل المراد منه أن يبقى على علاقته بربه سبحانه، أي: أنه يحرص على الطاعة ولا يفرط فيها، ويستغفر كلما أذنب..
إن ترك مطالبة الإنسان بترك الذنوب مطلقا تكليفٌ عَسِر.. لأن كل بني آدم خَطَّاء..
لكن الأعدل: مطالبته بالتوبة والاستغفار كلما أذنب.
↙↙
من الأخطاء الجسيمة :
أن يترك الإنسان الطاعات بدعوى أنه يفعل بعض الذنوب.. وأنه لن يقيم الطاعة حتى يتخلص من تلك الذنوب!
وهذا خطأ؛ لأنه يكفيه أن يتوب كلما أذنب، حتى لو تكرر منه الذنب، مع الحرص على الطاعات.
روى هناد بن السري في الزهد: عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عَزَّةَ أَنَّ عَلِيًّا – رضي الله عنه - أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ: مَا تَرَى فِي رَجُلٍ أَذْنَبَ ذَنْبًا؟
قَالَ: «يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إِلَيْهِ».
قَالَ: قَدْ فَعَلَ , ثُمَّ عَادَ.
قَالَ: يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إِلَيْهِ.
قَالَ: قَدْ فَعَلَ , ثُمَّ عَادَ.
قَالَ: «يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ , ثُمَّ يَتُوبُ إِلَيْهِ».
فَقَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ: قَدْ فَعَلَ , ثُمَّ عَادَ.
فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «حَتَّى مَتَى؟!».
ثُمَّ قَالَ: «يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إِلَيْهِ وَلَا يَمَلُّ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُورُ».
↙↙
تنبيه:
ليس من شرط الولاية السّلامة من الذّنوب ، ولكن الشرط التّوبة منها، وعدم الإصرار عليها، مع أنّه قد يقع فيها المرّة بعد المرّة لكنّه يتوب منها أيضاً كلّ ما وقع فيها، كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
↙↙
وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ ، أَوْ ذَنْبٌ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُفَارِقَ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفْتَنًا تَوَّابًا نَسِيًّا إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ).
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/304) ، وصححه الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (2276) ، ولكن تعقبه الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله في جزئه "حديث (ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة) في الميزان" ، وبيَّن أن الحديث ضعيف .
ثم - إن صح الحديث- فليس فيه التشجيع على فعل المعصية ، ولا الإقدام عليها ، بل هو لتطمين التائبين بأنه من فعل ذنباً فإنه لا ينبغي له أن يقنط من رحمة ربه ، أو يعتقد أن ذنبه أعظم من عفو الله ورحمته ، فما على المذنب سوى التوبة الصادقة ، والعزم على عدم العود إلى ذنبه مرة أخرى .
_______________________
د. شهاب أبو زهو (فصبر جميل).
__________________________________________
√ رأيي لا يُعَبِّر عن غيري، كما أنَّ رأيَ غيري لا يُعَبِّرُ عني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق